The Fiqh Principles Governing (Covid-19): Emerging Issues In Prayers And Purity

القواعد الفقهيّة الحاكمة لوباء كورونا المستجد (كوفيد-19) في نوازل الطّهارة والصّلاة

Abstract

مِن النّوازل الّتي واجهت المسلمين اليوم: وباء كورونا المستجد، الّذي حيّر العقول، وأعجز الأفهام. وحيث إنّ الطّبّ لم يتوصّل إلى لقاح متاح لمنع العدوى منه، لذا تبقى تدابير مكافحة العدوى هي الدّعامة الأساسيّة للوقاية منه. هدف هذا البحث إلى بيان أهمّ القواعد الفقهيّة الحاكمة أو المنظّمة لوباء كورونا المستجدّ، وتفعيلها وتطبيقها في نوازل الطّهارة والصّلاة. ولتحقيق هذين الهدفين اتّبع الباحث المنهج الاستقرائيّ والتّحليليّ، اللّذين يتمثّلان في استقراء وتتبّع القواعد الفقهيّة المتعلّقة بوباء كورونا من المصادر المعتمدة، ثمّ تحليلها وتفعيلها في الفتاوى الفقهيّة  المتعلّقة بالطّهارة والصّلاة. وقد توصّل الباحث من هذه الدّراسة إلى جملة من النّتائج، أهمّها ما يأتي: من أهمّ القواعد الفقهيّة الحاكمة لوباء كورونا المستجدّ في نوازل الطّهارة والصّلاة: المشقّة تجلب التّيسير، والضّرر يزال، والضّرورات تبيح المحظورات، وتصرّف الإمام على الرّعيّة منوط بالمصلحة. تمّ تفعيل هذه القواعد وتطبيقها في الأحكام الآتية: جواز التّيمّم لمن قيّده وباء كورونا عن الحركة، ولم يستطع استعمال الماء، أو لم يجد من يناوله إيّاه، وفي جواز تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وفي جواز الجمع بين الصّلاتين للمصابين بالوباء وللأطبّاء عند لحوق المشقّة الشّديدة بهم. وفي منع المصابين بوباء كورونا من أداء صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وفي جواز تغطية الفم والأنف باللّثام أو ما تعارف عليه النّاس اليوم بالكمّامة، والتّباعد بين المصلّين أثناء الصّلاة في المساجد. وفي تعذّر غسل الميّت بوباء كورونا خشية العدوى، وفي الصّلاة عليه صلاة الغائب أو دفنه بدون طهارة. من أعظم قواعد السّياسة الشّرعيّة والولايات العامّة والخاصّة في الإسلام: قاعدة (تصرّف الإمام على الرّعيّة منوط بالمصلحة)، وقد برز تفعيل هذه القاعدة في تعليق صلاة الجماعة وصلاة الجمعة والعيدين في المساجد والمصلّيات، وفي الاقتصار على رفع شعيرة الأذان، وكذلك في الحجر الصّحّي.